**غريزة_ومشاعر**
الكاتب_مصطفى_الديب
بوست رقم ١
*ملحوظة: لا يمكن تعميم أي قاعدة، و الوارد هنا لا يعبر عن حقائق، إنما هي فقط آراء الكاتب، آراء قابلة للنقاش.
منذ فجر التاريخ و العلاقة بين الرجل و المرأة غير مفهومة، وذلك لاحتوائها على كثير من التناقضات و التقلبات التي هي أعسر من أن نفهمها، وذلك لكونها غير نمطية و في تطور مستمر.
فقد كانت المرأة قديما تعاني من الاضطهاد، وعدم حصولها على حقوقها، وكانت تعامل على أنها عبدة، وأنها جنس أحقر و أقل أهمية من الرجل، و كان الرجال يتراهنون عليها و يبيعونها في الأسواق،وعندما جاء الإسلام أعطاها بعض حقوقها، لكنها لم تصل أبدا إلى درجة المساواة مع الرجل، و هذا ما يجعلنا نطرح سؤالا:
هل المرأة بالفعل أقل من الرجل في شيء؟
إذا عدنا للقرآن الكريم في سورة النساء سنجده تعالى قال:(و الرجال قوامون على النساء)، فهل هذا اعتراف بأن الرجل أكثر رقيا من المرأة؟ وإن كان كذلك فأين الدليل؟
في نفس الآية نجده قال: (واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا)، وكأن المرأة لا يحق لها الخطأ،
في رأيي أن المرأة من حقها أن تخطأ كما شاءت، ومن حق الرجل أن يطلقها إذا لم يناسبه ذلك، و لكن لا يحق له أن يضربها حتى تطيعه، لا يحق له ذلك إطلاقا.
و أرجو أن تعود إلى تفسير الآية (النساء ٣٤) مع العلم إنني قد فعلت.
شرعا يجوز للرجل أن يقتل زوجته إذا تأكد من خيانتها له، في حين أن ذلك لا يحق للمرأة، أليست هذه عنصرية؟
لا تتمتع المرأ أبدا بصلاحيات الرجل، لا دينيا ولا اجتماعيا، فالمرأة طوال الوقت محاصرة بالالتزامات الدينية و الاجتماعية التي فرضت عليها.
المرأة جميلة ورقيقة بطبعها وتحب دائما أن تكون مثيرة و جميلة في نظر نفسها و الناس، فهذا يزيد من إحساسها بأنوثتها، وأعتقد أن هذا سبب من أسباب اضطهاد المجتمع لها، حتى لا تثير فتنة، حيث أن الرجل لا يحركه شيء بقدر ما تحركه غرائزه، و لهذا تأثيره على المرأة، فطالبها المجتمع بإخفاء مفاتنها و كأن جسدها عار عليها إخفائه و لم تخلق به، و طالبها الدين بالحجاب، ولاحقتها عيون و ألسنة الناس لإنها ليست محجبة، فأصبح الحجاب مجرد وسيلة للهروب من نظرات و كلام الناس.
و هذا هو الذي جعل المرأة تهرب و تنافق كأن تكون مدخنة و تقول أنها سيجارة فقط، أو تكون سكيرة و تخفي ذلك عن من حولها، أو أن تكون عذراء و هي لم تترك طريقا منحرفا إلا و قد سلكته.
فنظرة الناس للعذراء أكثر إحتراما لتلك التي فقدت عذريتها، حتى و إن كانت فقدتها في حادثة اغتصاب أو ما شابه، فهذه في نظرهم شريفة و الأخرى منحلة،
بالرغم من أن الشرف لا يكمن في هذا الجزء فقط.
و ما يدل على مدى جهل المجتمع و رجعيته نظرتم على من تم الاعتداء عليها في حادثة اغتصاب أنها هي الجانية، هي التي لم تكن ترتدي ما ينبغي عليها أن ترتديه، دون أن يفكروا بأن الغرائز الحيوانية المكبوتة لدى الرجال هي السبب، فنجد دائما ما يبرر للرجال أفعالهم و هذا سببه المجتمع الذكوري الذي نعيش فيه.
و معظم المشاكل التي قد تدور بين الرجل و المرأة سببها اختلاف طبيعة الجنسين، فعلى الرغم من الحقيقة الدينية التي تؤكد أن حواء خلقت من آدم؛ إلا أنه قد نشأ مخلوق مختلف تماما عن أصله، فالرجل واقعي و صادم أحيانا على عكس المرأة الحالمة التي تحركها مشاعرها، والواقعية لا تتعارض مع الطموح، ولكني أعتقد أن المرأة أكثر واقعية من الرجل و هذا هو سر تفوقها عليه في مجالات عدة.
و الرجل تحركه غرائزه بشكل أساسي، ومعظم تفكيره يدور حول كيفية إشباعها حيث يصعب عليه السيطرة عليها، لذا نجد بعض الشباب يتزوجون فقط من أجل إشباع غرائزهم و قد ساعدهم في ذلك الحديث القائل: (من أستطاع البائة فليتزوج)، فأصبح الزواج عند الشباب مجرد وسيلة لإشباع غرائزهم دون أن يفكروا في مشاعر تلك التي سيتزوجونها، على عكس المرأة التي تحركها مشاعرها، وتخصص للحب الجزء الأكبر من تفكيرها، وفي معظم الأحيان تسبب مشاعرها لها عائقا اجتماعيا و مهنيا، فالمرأة تضحي بسهولة من أجل من تحب، و تهب له حياتها و هذا و إن دل يدل على مدى سذاجتها، لأنها لا تدرك أن طبيعة الرجل تجعله لا يقدر ما يحصل عليه من حب، ببساطة لأنه لا يعتقد أنه حصل على شيء فعلى الرغم من أن مقدار ما يعطيه لنا الآخرون من حب لا يقدر بثمن، إلا أن الرجل سطحي، سيقدر أكثر امرأة تشبع غرائزه و تقوم بواجباتها المنزلية على أكمل وجه.
و قد استطاعت السينما أن تعرض هذا جيدا، استطاعت أن تمثل العلاقة العكسية بين غرائز الرجل و مدى واقعيته، وبين مشاعر المرأة ومدى حلمها كفيلم نهر الحب للراحلة فاتن حمامة، الذي مثل باحترافية عالية و بحساسية شديدة، حيث عانت البطلة من مدى واقعية زوجها المثقف المفكر الدقيق، وافتقدت بشدة الحنان و الحب، فاضطرت أن تبحث عنه في الخارج، ووجدته مع عمر الشريف، فعاقبها زوجها بأنه قد حرمها من ابنها، لينتهي الفيلم بنهاية صادمة، وهي انتحار نوال و هذا هو اسمها في الفيلم.
و أيضا فيلم زوجة رجل مهم للعظيم الراحل أحمد ذكي، الذي صور معاناة المرأة من كبرياء و عزة نفس الرجل اللذين لم يكن لهما وكود على أرض الواقع، وبعد صراع؛ انتهى الفيلم بانتحار الرجل هذه المرة.
و أيضا فيلم سهر الليالي الذي تناول الموضوع على نطاق أوسع أنانية و غرور، وواقعية الرجل التي مثلت عائقا ضخما بينه و بين المرأة، وسبب نجاح هذه الأعمال هو مدى الصدق في تناول المواضيع، ومحاولة إيجاد حلول حقيقية لها.
انتظروا البوست الثاني و الأخير من مقال غريزة و مشاعر بعدها نستكمل رواية د#غريزة_ومشاعر
مقال
#الكاتب_مصطفى_الديب
بوست رقم ١
*ملحوظة: لا يمكن تعميم أي قاعدة، و الوارد هنا لا يعبر عن حقائق، إنما هي فقط آراء الكاتب، آراء قابلة للنقاش.
منذ فجر التاريخ و العلاقة بين الرجل و المرأة غير مفهومة، وذلك لاحتوائها على كثير من التناقضات و التقلبات التي هي أعسر من أن نفهمها، وذلك لكونها غير نمطية و في تطور مستمر.
فقد كانت المرأة قديما تعاني من الاضطهاد، وعدم حصولها على حقوقها، وكانت تعامل على أنها عبدة، وأنها جنس أحقر و أقل أهمية من الرجل، و كان الرجال يتراهنون عليها و يبيعونها في الأسواق،وعندما جاء الإسلام أعطاها بعض حقوقها، لكنها لم تصل أبدا إلى درجة المساواة مع الرجل، و هذا ما يجعلنا نطرح سؤالا:
هل المرأة بالفعل أقل من الرجل في شيء؟
إذا عدنا للقرآن الكريم في سورة النساء سنجده تعالى قال:(و الرجال قوامون على النساء)، فهل هذا اعتراف بأن الرجل أكثر رقيا من المرأة؟ وإن كان كذلك فأين الدليل؟
في نفس الآية نجده قال: (واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا)، وكأن المرأة لا يحق لها الخطأ،
في رأيي أن المرأة من حقها أن تخطأ كما شاءت، ومن حق الرجل أن يطلقها إذا لم يناسبه ذلك، و لكن لا يحق له أن يضربها حتى تطيعه، لا يحق له ذلك إطلاقا.
و أرجو أن تعود إلى تفسير الآية (النساء ٣٤) مع العلم إنني قد فعلت.
شرعا يجوز للرجل أن يقتل زوجته إذا تأكد من خيانتها له، في حين أن ذلك لا يحق للمرأة، أليست هذه عنصرية؟
لا تتمتع المرأ أبدا بصلاحيات الرجل، لا دينيا ولا اجتماعيا، فالمرأة طوال الوقت محاصرة بالالتزامات الدينية و الاجتماعية التي فرضت عليها.
المرأة جميلة ورقيقة بطبعها وتحب دائما أن تكون مثيرة و جميلة في نظر نفسها و الناس، فهذا يزيد من إحساسها بأنوثتها، وأعتقد أن هذا سبب من أسباب اضطهاد المجتمع لها، حتى لا تثير فتنة، حيث أن الرجل لا يحركه شيء بقدر ما تحركه غرائزه، و لهذا تأثيره على المرأة، فطالبها المجتمع بإخفاء مفاتنها و كأن جسدها عار عليها إخفائه و لم تخلق به، و طالبها الدين بالحجاب، ولاحقتها عيون و ألسنة الناس لإنها ليست محجبة، فأصبح الحجاب مجرد وسيلة للهروب من نظرات و كلام الناس.
و هذا هو الذي جعل المرأة تهرب و تنافق كأن تكون مدخنة و تقول أنها سيجارة فقط، أو تكون سكيرة و تخفي ذلك عن من حولها، أو أن تكون عذراء و هي لم تترك طريقا منحرفا إلا و قد سلكته.
فنظرة الناس للعذراء أكثر إحتراما لتلك التي فقدت عذريتها، حتى و إن كانت فقدتها في حادثة اغتصاب أو ما شابه، فهذه في نظرهم شريفة و الأخرى منحلة،
بالرغم من أن الشرف لا يكمن في هذا الجزء فقط.
و ما يدل على مدى جهل المجتمع و رجعيته نظرتم على من تم الاعتداء عليها في حادثة اغتصاب أنها هي الجانية، هي التي لم تكن ترتدي ما ينبغي عليها أن ترتديه، دون أن يفكروا بأن الغرائز الحيوانية المكبوتة لدى الرجال هي السبب، فنجد دائما ما يبرر للرجال أفعالهم و هذا سببه المجتمع الذكوري الذي نعيش فيه.
و معظم المشاكل التي قد تدور بين الرجل و المرأة سببها اختلاف طبيعة الجنسين، فعلى الرغم من الحقيقة الدينية التي تؤكد أن حواء خلقت من آدم؛ إلا أنه قد نشأ مخلوق مختلف تماما عن أصله، فالرجل واقعي و صادم أحيانا على عكس المرأة الحالمة التي تحركها مشاعرها، والواقعية لا تتعارض مع الطموح، ولكني أعتقد أن المرأة أكثر واقعية من الرجل و هذا هو سر تفوقها عليه في مجالات عدة.
و الرجل تحركه غرائزه بشكل أساسي، ومعظم تفكيره يدور حول كيفية إشباعها حيث يصعب عليه السيطرة عليها، لذا نجد بعض الشباب يتزوجون فقط من أجل إشباع غرائزهم و قد ساعدهم في ذلك الحديث القائل: (من أستطاع البائة فليتزوج)، فأصبح الزواج عند الشباب مجرد وسيلة لإشباع غرائزهم دون أن يفكروا في مشاعر تلك التي سيتزوجونها، على عكس المرأة التي تحركها مشاعرها، وتخصص للحب الجزء الأكبر من تفكيرها، وفي معظم الأحيان تسبب مشاعرها لها عائقا اجتماعيا و مهنيا، فالمرأة تضحي بسهولة من أجل من تحب، و تهب له حياتها و هذا و إن دل يدل على مدى سذاجتها، لأنها لا تدرك أن طبيعة الرجل تجعله لا يقدر ما يحصل عليه من حب، ببساطة لأنه لا يعتقد أنه حصل على شيء فعلى الرغم من أن مقدار ما يعطيه لنا الآخرون من حب لا يقدر بثمن، إلا أن الرجل سطحي، سيقدر أكثر امرأة تشبع غرائزه و تقوم بواجباتها المنزلية على أكمل وجه.
و قد استطاعت السينما أن تعرض هذا جيدا، استطاعت أن تمثل العلاقة العكسية بين غرائز الرجل و مدى واقعيته، وبين مشاعر المرأة ومدى حلمها كفيلم نهر الحب للراحلة فاتن حمامة، الذي مثل باحترافية عالية و بحساسية شديدة، حيث عانت البطلة من مدى واقعية زوجها المثقف المفكر الدقيق، وافتقدت بشدة الحنان و الحب، فاضطرت أن تبحث عنه في الخارج، ووجدته مع عمر الشريف، فعاقبها زوجها بأنه قد حرمها من ابنها، لينتهي الفيلم بنهاية صادمة، وهي انتحار نوال و هذا هو اسمها في الفيلم.
و أيضا فيلم زوجة رجل مهم للعظيم الراحل أحمد ذكي، الذي صور معاناة المرأة من كبرياء و عزة نفس الرجل اللذين لم يكن لهما وكود على أرض الواقع، وبعد صراع؛ انتهى الفيلم بانتحار الرجل هذه المرة.
و أيضا فيلم سهر الليالي الذي تناول الموضوع على نطاق أوسع أنانية و غرور، وواقعية الرجل التي مثلت عائقا ضخما بينه و بين المرأة، وسبب نجاح هذه الأعمال هو مدى الصدق في تناول المواضيع، ومحاولة إيجاد حلول حقيقية لها.
انتظروا البوست الثاني و الأخير من مقال غريزة و مشاعر
No comments:
Post a Comment