الجزء الثاني من غريزة ومشاعر - مصطفى الديب




**غريزة_ومشاعر**

الكاتب_مصطفى_الديب
بوست رقم ٢







ولم يقتصر تناول الموضوع في السينما فقط، فتجربة ذات في الدراما لاقت نجاحًا جماهيريًا واسعا، تلك الفتاة التي عانت منذ طفولتها من اضطهاد المجتمع بعاداته و تقاليده له، و من بعد ذلك زوجها عبد المجيد الذي امتلك غرور و أنانية شديدة أكثر من أن تُحتمل، و لكنها احتملت ذلك بصلابة تُحسد عليها، و لكنها وقعت في خطأ كبير و هو الرضوخ لكل الضغوط و الاستسلام، أم نشهد لها مشهد تمرد واحد، و هذا هو حال المرأة المصرية؛ دائما ما تستسلم و تحتمل.
ولم تظلم السينما الرجل، ففي فيلم الشريدة لنجلاء فتحي وهبها زوجها الحب و التقدير و الثروة، فأكملت تعليمها و صارت محامية، أصبحت بعدها تعامله بقسوة و جفاء، تنتقد كل تصرفاته و تعايره بشهادتها دائما، فهجرها، وعندما فاقت كان الآوان قد فات فقد مات.

و في العمل الأخير يتضح أن ليس فقط الرجل هو الجاني، بل أن المرأة أيضا قادرة على أن تظلم و تهجر و تقتل مشاعرها، فقط إن أرادت!

و الرجال الذين يستطيعون التوفيق بين إشباع غرائزهم و إشباع احتياج المرأة للحب يستحقون أعلى درجات الاحترام و التقدير من المرأة، أما المرأة التي لا تقدر مثل هؤلاء فلا تستحق مثلهم أبدا، يجب أن تلقن درسا برجل قاس مثل شخصية نجيب محفوظ الشهيرة (سي السيد).
من الحقائق أن المرأة أضعف من الرجل، و لكن في المصائب هي دائما الأقوى و الأكثر صلابة و احتمالا.

الاستسلام و التخلي عن المبادئ من أجل الطرف الآخر أو من أجل استمرار الحياة هو الخطأ الأكبر الذي يقع فيه معظم الأزواج و الزوجات، فلا ينبغي أن نتخلى عن مبادئنا من أجل إنسان مهما كان، و لكن ليس إن ثبت عدم صلاحيتها، ففي رواية (أنا حرة) للكاتب إحسان عبد القدوس كانت البطلة سميحة تجادل في بعض الأمور فقط لأن من تناقشه قد أستفزها و أثبت عدم صلاحية بعض أفكارها، فالرجل لديه القدرة على الاستفزاز و لكن ليس كالمرأة بالطبع، فلا يمكن أن ينافسها رجل في هذا المجال.
المشاعر و الغريزة غالبا لا يتفقان إلا في حالة الحب و التقدير و تفهم طريقة تفكير الآخر، فالحب ينشأ من المشاعر التي نشعر بها ولا يتعارض مع الغريزة.
أما عن سؤال أي جنس أرقى، فمن رأيي هذا سؤال لا ينبغي أن نسأله من الأساس، لأنه ببساطة لا توجد إجابة واضحة بشأنه، ولا يمكن أن تنشأ إجابة واضحة، ومن يقول غير ذلك ما هو إلا منافق ينافق نفسه و غيره.
و أنا كرجل لا أستثني نفسي من أي قاعدة ذكرتها،
 فأن أحب الصراحة و الوضوح فلن أتردد في أن أقول لشخص ما إنني أكرهه أو أحمل ضغينة اتجاهه.

 بالرغم من أن هذا يوقعني في كثير من المشاكل و لكنني أفضل هذا الأسلوب لأنني أكره أن أكون منافقا،
ولكن معظم الناس يلاوعون و يدورون حول نقطة واحدة، فهم بذكائهم استطاعوا أن يعرفوا أن الرجل يكره أن يخدش أحد ما كبريائه، و من هنا نشأ مصطلح (كلام رجالة)، أي إنه كلام غير قابل للكذب و الملاوعة الذين لن يستطيعوا أن يتغلبوا على المرأة فيه.

أيضا أحب أن أرى نفسي متميزا في مجالي لا ينافسني فيه أحد، لهذا أرى أحيانا نظرات الغيرة في عيون بعض أصدقائي، وأحيانا يتجاوز الأمر مجرد نظرات، و هذا لا يرِق لي، و لكنه يشعرني بذاتي أكثر، و هذه قاعدة ليست مقتصرة على الرجال، فالبشر جميعا يحبون أن يكونوا متميزين، و ربما المرأة تحب ذلك بنسبة أكبر.

أما عاطفيا فلا أعتقد أنني أفكر بأسلوب تفكير المجتمع،  فأنا نصير المرأة تماما في مشاعرها، و أريد أن أجرب إحساس الحب يوما، فقط لأثبت هذا الكلام، و أعتقد أنني سأقدّر من أمامي فقط إذا أحبّتني بقدر ما أحبها، فلم أعتد على حب من يحبني بقدر أقل من حبي له.

و سأكون واضحا صريحا معها منذ البداية، قائلا: إن علاقتنا غالبا لن تنتهي بالزواج، شارحا لها هو وجهة نظري بأن الزواج هو النهاية، بعدها سيكون لها كامل الحرية في اختيار ما إن كانت ستستمر معي أو لا.

 فأنا أفضل أن تهجرني على أن أكون منافقا أتسلّى بمشاعرها.
سأكون واقعيا، صريحا، واضحا، مع التقدير الكامل لمشاعرها المرهفة، إن كان لدي تحفّظ على شيء سأقوله دون تردد، مع الإحتفاظ الكامل بمدى قدسية حياتها، حقوقها و رغباتها الخاصة، كطريقة لبسها أو التدخين أو حتى السكر، أما عن نقطة العذرية فلم أحدد منها موقفا واضحا بعد.

أعتقد أن نظرتي للمرأة تختلف عن نظرة المجتمع لها، فأنا أرى أنه لا مانع في أن تتساوى تماما مع الرجل في كافة الحقوق، فقد أثبتت جدارتها في القيادة، و نجاحها، وأنها لا تقل عن الرجل في شيء، فهي كاتبة، شاعرة، إعلامية، صحفية، عاملة، وتفوّقت أيضا على الرجل في عدة مجالات، ربما تثير غرائزه، ربما تثير فتنة، ولكن يكفي أن تكون ناجحة متميزة.

في النهاية أودّ أن أقول: إن المرأة ليست مجردة من الأنانية و الكبرياء والغرور، إنها تحمل كل ذلك ولكن بمفهوم مختلف عن الرجل، ولا يمكن السيطرة عليها حين تغضب، وهي ليست طول الوقت حالمة، رقيقة، فهي تستطيع أن تقتل مشاعرها،لديها القدرة على الخيانة والهجر والقتل إن اقتضى الأمر، دون أن يطرق لها جفن من أجل مشاعرها أو من أجل إرضاء من تحب.

 ستظل المرأة دوما لغزا و معادلة يصعب حلها، ومخطئ هو من ظنّ أنه حصل على مفتاحها، فهي تعطيك؛ فقط ما هي متأكدة أنها تريد أن تعطيه لك.

*ملحوظة: جميع ما ورد في هذا المقال لا يعبر إلا عن رأيي الشخصي، و لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها حقائق، إنها فقط أفكار قابلة للنقاش.

انتهى المقال بحمد الله، انتظروا البوست الأول من الفصل الثاني من دراما قريبا.






No comments:

Post a Comment