ترن ترن ترن ترن ترن
انطلق جرس الهاتف المحمول والموضوع على المنضدة بجوار السرير ....تمتد يد من تحت الغطاء لتضغط على الأزرار كلها ليتوقف صوت المنبه ...لحظات تمر ثقيلة ....يتحرك الغطاء ويخرج من تحته رأس بها شعركثيف للغاية ...عيون مازالت ممتلئة بنعاس النوم...يحاول أن يستفيق لايجد سبيلا لذلك الا ذلك الطبق الموضوع على المنضدة به تبغ وورق بفرة وقطعة صغيرة من الحشيش ...التقط قطعة الحشيش بيده ليضعها داخل درج الكوميدينو ...ثم يقوم بلف سجارة عادية ليشربها ...انطلق رنين الهاتف مرة أخرى ولكن هذه المرة لنسمع صوت الست (ام كلثوم) (رجعونى عنيك لايامى اللى راحو) نظر الى الهاتف ليخرج زفرات حانقة عند رؤيته اسم المتصل ترك الهاتف كما هو يكمل لف السيجارة ويكمل سماع النغمة
انتهى من لف سيجارته وقام بإشعالها باستمتاع غريب ...
لينطلق الهاتف مرة أخرى فيحمله هذه المرة ويجيب :
- سمر ...ازيك عاملة ايه ؟ ...عارف انى بقالى يومين مكلمتكيش ولا قولتلك تعاليلى ....بس كنت فى شغل ...اه يا سمر حاضر ...حاضر ياستى تعاليلى بكرة...اوكى يالا باى باى.
أغلق ياسين الهاتف فى حنق شديد والقى الهاتف بجواره ليكتشف انه انهى سيجارته ....
خمس دقائق فقط ....كان قد انهى ارتداء ملابسه دون أن يغسل وجهه أو رأسه ..ركب سيارته الحمراء الرياضية
وفى خلال ربع ساعة فقط كان فى جريدته يحتل مقعده على المكتب يتحدث فى الهاتف ليعلم الاخبار القادمة
- محسن بيه عايزك يا استاذ ياسين .
انطلق من مكتبه وهو يحمل ورقه وأقلامه فهو يعلم انه مادام رئيس التحرير طلبه فبالتأكيد هناك تحقيق جديد
طرق على باب مكتب رئيس التحرير لينطلق الامر بالدخول من الداخل ...فدخل
( محسن بيه ...رجل خمسينى اشيب الشعر من الجانبين ...يرتدى ملابس فاخرة للغاية ...سيجار رائع فرنساوى المصدر)
- اقعد يا ياسين عايزك فى موضوع مهم .
- اؤمر يا فندم
- تعرف ايه عن سجن طرة .
- معتقل سياسي وسجن جنائي مصري يقع جنوب القاهرة، ضم طول تاريخه عددا كبيرا ومتنوعا من التيارات السياسية وأصنافا عدة من المجرمين ...
أنشأ سجن مزرعة طرةمصطفى النحاس باشا عندما كان وزيراً للداخلية سنة 1928 بهدف تخفيف الزحام الذي شهده سجن أبي زعبل الأقدم، وتضم منطقة طرة اليوم عدداً من السجون يبلغ سبعة سجون.
- تمام تمام معلوماتك كلها صح وقيمة ومستغرب من تذكرك ليها
- هههههه جوجل مسبش حاجة الا لما جاب تاريخها يافندم وفى الاخر متنساش انى بروح السجن دا اكتر ما بقعد فى بيتى بس ياترى ممكن اسئل ليه السؤال دا
- هقولك ...فى الفترة الاخيرة وبعد الثورة حصل تحصينات كبيرة اوى داخل السجن دا وأصبح النزلاء اللى فيه
ضحك ياسين وبشدة على كلمة النزلاء وهو يسجلها فى اوراقه
- طبعا بتضحك على كلمة نزلاء ما علينا د الكلمة اللى بتستخدم دائما دايما فى الاوراق
-وبعدين
- أحمد عبد الرحمن
- نزيل ولا ظابط
-نزيل ...شاب عنده 20 سنة مقبوض ومسجون بقاله اسبوع بس خدنا من الداخلية تصريح اننا نكتب عنه عن قصته هو متهم فى قضية ارهاب كبيرة كان هيفجر قنبلة فى ميدان التحرير والفكرة جاتلى من ان ليه منخدش منه قصته وايه اللى وصله لكدا هنقدر نعرف من خلال القصة دى ازاى بيجندوا الشباب دول وازاى بيعمللهم غسيل مخ .....هتقدر يا ياسين على التحقيق دا خد بالك انا عايز تحقيق جديد من نوعه وعشان كدا اخترتك
- محسن بيه دا مش اول تحقيق ليا وبعدين الموضوع المرة دى أسهل بكتير اوى
-متفتكرش أنا عشان اخليك تعمل التحقيق دا روحت بنفس لوزير الداخلية ووافق بعد الحاح .
- الموضوع دا هيجيب فايدة على الجرنان يا فندم
- طول عمرك زكى يا ياسين احنا هنعمل حملة صحفية كبيرة عن التحقيق واعلانات وطبعا نسبة الدعايا والمبيعات هتخلينا نعلى اكتر واكيد نسبتك وعلاوتك كالعادة موجودة ها محتاج قد ايه عشان تبدأ تحقيقك
- يومين يافندم .
انتهى اللقاء بحصول الصحفى ياسين على اجازة لمدة اسبوعان كاملان ...نظر الى هاتفه ليطلب رقما معينا وما ان استمع الى صوت محدثته فابتسم وقال :
- مونيكا عاملة ايه يا حبيبتى النهاردة بالليل عندى ف الشقة ...ههههه تحقيق جديد ...لازم تعرفى انى بتفاءل بيكى ومتنسيش محتاج ازازة فودكا فرنسية جدا مع الشوكولاتة ....هستناكى على 12 يالا باى
نظر الى مرأة سيارته وهو يتذكر اسم (احمد عبد الرحمن ) والذى اطلق على تحقيقه اسم
( السجين)
انتظروا الحلقة الثانية
من حلقات السجين
انت لا تملك قرارك ابدا
حيث لا رحمة
أنت
بل تملك شيئا واحدا
ان تكون
وتهرب
محمد عبد الوارث
23/10/2015
No comments:
Post a Comment