قصة قصيره بعنوان ( ضي عينك ) .. بقلم رانيا الجندي


#ضي_عينك

انظر من بعيد بسعادة اتأمل ذلك الشاب الوسيم عيناه بها جمال لا النوم
و لونهما عجيب ساحر فهو ليس باللون الازرق و ليس باللون الاخضر انه مزيج من اللونين ليتني اقترب و اتحقق منهما او استطيع ملامسة شعره الناعم الطويل الذى يلامس كتفيه ..

 انه من الفرع الثرى ف العائلة و ينتمى ثرائه إلى والده الذي انتشل خالتى من براثن الفقر مهلا نحن لسنا بفقراء إلى هذا الحد نحن ننتمى إلى الطبقة المتوسطة و ربما  ذلك الاختلاف الطبقي هو الحائل بداخلى لعدم القرب منه و ع اي حال نحن لا نلتقى كثيرا سوى ف التجمعات العائلية ف بيت جدتى و اكتفي بتلك النظرات و المراقبة البعيده...

انقلب الحال او بالاصح انقلبت سيارته ف حادثة مؤلمة دفع ثمنها عوضا عن حياته بنور عيناه و اقتربت منه الان استطيع ان احادثه دون خجل و رؤية نظرته لي و أتامل ف جمال عيناه ، اجل مازالت عيناه جميلة تحتفظ بلونها و عند سعادته تلتمع بمرح و ف غضبه تبقي حاده كالسيف و من ينظر إليهما لن يصدق ان الظلام يسكنها...

اكتشفت انه ليس فتي مدلل و مرفه و يستغل  وسامته و ثرائه ف الايقاع بالفتيات بلى ان شاب مميز و مثقف يمتلك الكثير من المعرفة المذهلة و يتحدث بثقة كبيرة و معتد بذاته دائما .. انا احببته يوما لجماله و لكن اليوم انا اعشقه حقا بكل ما فيه و مع ازدياد تقربى الملحوظ منه احسست انه سيتقدم قريب لخطبتى و صارحت والداتي بما اشعر و ذهلت من رد فعلها فلقد رحبت بالامر و تمنت حدوثه و لم تعارض البتة..

تحقق احساسي و تقدم بالفعل لخطبتي و رحبت به عائلتي ايما ترحيب ، هل مقتنعون به و يروه شاب مناسباً لي ؟؟ هل سبب الموافقة صلة القرابة ؟؟ ام لأنه ثرى؟؟ لا اعلم حقيقة شعورهم و لكن سعدت كثيرا بما حدث و يكفي انه معى و كانت ايامنا سويا دائما تمر بسعادة و لكن...

هناك ما يعكر دائما صفو علاقتنا و يوترها و ذلك يتمثل ف غيرته الزائده فدائما يتهمني مع اي شخص يحاول مكالمتي و هو معى و تعصف به الظنون و ينفعل بطريقة مبالغة حتي ذلك يوم فقد دعا اعز اصدقائه إلي بيت جدتي ف احدي التجمعات العائلية و كان صديقه لطيفاً و لديه خفة ظل تجعلنا نضحك من قلوبنا و اخذت امازحه دون اي غرض و بدأ وجه خطيبي يتغير و قف بشكل مفاجئ و نادي علي و امسك يدي بغلظة يؤمرني ان اصطحبه إلى غرفه جدتي و نفذت ع الفور و انا اغادر الغرفة و خجله من الجميع...

عند دخولنا غرفة جدتي وضع نظاره سوداء ع عنياه و اخبرته بدلال ان يقلعها و لا يحرمنى من رؤية ضى عيناه لم يجبيني و دفعني بعنف إلي الخلف لاقع ع احدي المقاعد ف الغرفة  و يقف امامي يتحدث بلغة الاشاره بعصبية تامة بعد ان قلع النظارة و حذفها بعيدا بغضب ..  نسيت ان اخبركم انه عندما يغضب لا يتفوه بالكلمات و يفضل التحدث بلغة الاشاره لا اعلم هل كانت تلك عادته ايضا قبل الحادثة ام لا فانا لم اقترب منه قبلها!!..

بكيت كثيرا حتى اني اصبحت اظن ف حالي و اعتقد انى خائنة!!  هل قمت بخيانته دون ان اشعر ؟؟ ما هذا الجنون!!  وقفت امامه ادافع عن حالي و من الغريب ان استخدمت لغه الاشاره مثله لأعبر عن غضبى و لم يجيبني بالطبع فنظرت إلى جدتي و هي راقده ف فراشها و تنظر إلينا بهدوء منذ دخولنا غرفتها و اشارت لي انه لن يري اشارتي و ان اتحدث ليسمع....

 نظرت إليه انا دائما اتناسي ذلك و لم اتعامل معه يوما كأنه ينقصه شئ بلي كنت اري ان عيناه ما يميزانه و لكن لن اتحدث انا مصممه استخدام لغه الاشاره فمسكت يده و حركت يدي بينها و فهم ما اقصده و دافعت عن نفسي كثيرا و شعرت باحتياجه لي و خوفه من فقداني من نبضات يده قبل حركه الاشاره لم اريد استخدام صوتي او حركه الاشاره لاخبره اني سأظل دائما معه لاننا اصبحنا واحد و استخدمت لغه الجسد و ملامسه الروح و ما يطلق عليه "الحضن" و احتنضته بشده حتي شعرت بنبضات قلبه و اغمضت عيني.. . سمعت صوت ابي شعرن بالفزع و فتحت عيني مستيقظة ...من النوم


No comments:

Post a Comment