وانا صغيراً، كنت كلما قلت لأبي اني ذاهب إلى اي مكان، يقول لي اذهب دون أن يسألني الي اين او ينصحني بأن اخذ حذري من اي شيء قد يضرني، فجلست في غرفتي ذات مساء اسأل نفسي لماذا لا يهتم بي ابي مثل اخي؟ لماذا لا ينصحني مثله او يخاف عليّ مثله؟ واثناء تفكيري في الامر دخل عليَّ اخي غاضباً ، فقلت له ماذا بك؟ فقال: اريد ان اذهب إلى الملعب مع اصدقائي لكن ابي يرفض كما يرفض في معظم الأحيان وحين فاض بي وسألته لماذا يفضلك انت عليّ ويجعلك تخرج بحرية ولا يكيل لك النصائح والتحذيرات كما يفعل؟ ..فقال ابي انه يثق في عقلك وفي ذكائك فلا يحتاج ان يملي عليك في كل مره النصائح او يرفض خروجك
، وانهى اخي كلامه ، وانتهت بداخلي حالة الحزن التي كنت اعيشها وتحولت إلى احساس بالسعادة ،حين فهمت ان ابي لا يحرمني اهتمامه بل يمنحني ثقته، ومن وقتها علمت أن بيوت الحزن والسعادة نبنيها نحن ونعيش فيها داخلنا ، وعلمت ايضاً ان اشياء كثيرة لو علمنا حقيقتها ورأينا جانبها الاخر لتغيرات حياتنا للافضل او للاسوأ.
No comments:
Post a Comment