الشيطان شاطر
بقلم /محمد مسعد
من بعيد ترأى له شبحاً يقف وسط ظلام الغرفة فور أن دلف إلى داخل شقته, إنتابه الفزع خوفاَ من أن يكون لصاَ أو شبحاً على أسواء تقديرلأحد أولئك القتلة الذين تناقلت أخبارهم على ألسنة الجميع مؤخراً,هو على يقين بأن منزله ماعاد به أحياء بعد أن إصطحب زوجته وأبناؤه الصغارى للبقاء بجوار جدتهم المريضة والتى تزامن مرضها مع مرض والدته المفاجئ؟؟ إتفقا على أن تبقى بجوارها ترعاها مدة يومين كى يطمئن هو الأخر على والدته ,إصطحبها فى طريقه قبل أن يغادر القاهرة متوجهاَ إلى مسقط راسه كى يطمئن على والدته,ساعات قلائل قضاها معها ثم إستقل سيارته عائداَ مرة أخرى ,هاهو اليوم قد عاد إلى منزله متسللاً يشتهى أن ينال مبتغاه فلطالما أحرقته نيران الشهوة المحرمة ,كثيراً ماكان يرغب فى أن يستشعر اللذة فى أن تصبح له خليلة يغشاها أنّى شاء لكن وضعه المادى والإجتماعى حالَ دون ذلك,دائماً ماكان يطلق العنان لعينيه فى خفاء تتلصص على زميلاته أثناء ساعات عمله المكتبى الممل عله يبصر ماخفىَ عن الأنظار واستتر,فاحت رائحة رغباته المكبوتة لتزكم أنف إحدى زميلاته بالمكتب ,عبير تلك الأرملةالخبيرة بخبايا الرجال ورغباتهم , رأت فى عينيه نيراناً تستعر كلما مرت به إمرأة حتى وإن كانت دميمة فأدركت جوعه الجسدى رغم زواجه ,ألقت شباكها ليسقط أسيراً دون عناء فتلاعبت به أيما تلاعب .كانت دائماً تسقيه من جسدها دون إرتواء ,تطعمه القليل فيذداد جوعه .أصبح شغله الشاغل كيف يلتقى بها فى خفاء بعيداً عن الأنظار حتى يطفئ نيران شهوته فما عاد يكتفى بلمسات الأيدى ولا حتى بالإلتحامات الجسدية غير المباشرة ,أراد أن يفنى الجميع فلا يبقى سواهما حتى يعانق حلماَ أينع داخل صدره فصار عملاقاَ يوشك أن يخرج فيملاء الدنيا صراخاَ وفزعاَ من هول صورته القبيحة ,واتته فرصة ذهبية حينما علم بمرض والدتها على الفور إرتدى ثياب الواعظ يحثها على إغتنام الفرصة فى رعايتها علها تنال بركتها ؟ أتته الإجابة مخيبة لجميع أماله حينما طلبت أن يُبقى الصغار برفقته
- سأذهب أنا الأخر لزيارة والدتى فلقد أخبرونى أنها تعانى المرض الشديد
تلك كانت حجته حتى يتخلص من عبء رعايتهم ليكون على أُهْبَة الإستعداد للقائه المرتقب .إتفقا على أن يعود ليصحبهم بعد يوم فور عودته إلى القاهرة . أنهى حديثه دون أن يترك مجالاً للنقاش أو لإبداء رأى قد يحول بينه وبين ماأراد ..
تسارعت خفقات قلبه عندما رأى ذلك الشبح الغامض ينقض عليه مسرعاَ شاهراَ ذراعاه ,وقعت يديه على الحائط فى هلع فأضيئت الأنوار بسرعة لم يعهدها من قبل ,أصابته الصدمة حينما تطلع إلى وجه زوجته الساخرة من فزعه فور أن رأها؟؟
- ما الذى حدث ولما أنتى هنا الأن ؟؟؟
تسأل فى دهشة إنتابها خوف من أن يكون قد تنامى إلى علمها ماهو مقدم عليه؟ عاجلته بسؤال ألجم لسانهوقطع حبل أفكاره الذى حاول نظمه حتى لايفتضح أمره .
- ما الذى أتى بك أنت الأن ؟ هل أخبرك أحد بشئ عما إنتويته ؟؟
إذدادت حيرته فحاول مجاراتها نظماً على إيقاع حديثها المريب.
- كلا لم يخبرنى أحد بشئ فما الذى حدث ولما أنت هنا الأن .
- لقد كنت أرغب بإقامة حفل لك بعد عودتنا .
- عن أى حفل تتحدثين .
- حفل يجمعنا سويا حتى أذيب ذاك الجليد الذى قد تنامى بيننا ليأخذك بعيداً عنا .
بلهجة ساخرة تساءل
- أوقد أصبت بالجنون ؟ عن أى جليد تتحدثين , ماحقيقة الأمر حتى لا أفقد صوابى .
- تلك حقيقة الأمر ولكن عيناك ماعادت ترى سوى غيرى وماعدت تشعر بوجودى .
دار بعينيه فى المنزل بحثاَ عن شئ مريب قد يجيبه عما جال بصدره من شكوك , تطلع إلى وجهها المشرب بحمرة الخجل التى كان قد تناساها فى غمار البحث عن شهواته ..
- أصدقاَ ما أرى أم ان الأمر مجرد خدعة ليتم كشف أمرى ؟ لابد لى من إنهاء هذا الأمر حتى لا تكشف نواياى فما بين لحظة وأخرى قد تحضر عبير ؟ سيكون الأمر مأساوياً إذا إلتقتها زوجتى لابد لى من تدبير حيلة متقنة ؟؟؟
هكذا كان يفكر ...
إقترب منها على مهل لترتمى فى أحضانه ,إلتقت شفاههم وكأنما يقبلها لأول مرة .تناسى شهواته وملذاته فما عاد يشعر سوى بدفئ جسدها الثائر شوقاً إليه ,إنطلقت نغمة هاتفه تعلن عن مكالمة جديدة كان قد تغافل عنها عمدا ؟ عادت المخاوف تجتاح قلبه بعد أن تناساها للحظات قضاها بين يدى زوجته ,تبسم فى وجهها إبتسامة لم تعهدها من قبل . طلب منها أن يغتسل ليزيل عن جسده أثار السفر بسعادة أحضرت ملابسه التى إكتست بعطره الذكورى المفعم بالإثارة ,أغلق الباب خلفه بعد أن إصطحب الهاتف معه فى خفاء ,أرسل رسالة تنم عن فشله فيما إنتواه وما خطط له
- لقد عادت زوجتى الى المنزل لابد لنا من إيجاد مكان بديل ؟؟
تلك كانت رسالته التى وصلت إلى هاتف عبير بينما كانت تنتظر بالخارج فعلاً لتنسحب فى هدوء قبل أن تلحظها إحدى العيون فى الجوار ..
إنطلقت المياة تذيل عن جسده أثار حبات العرق التى تسللت خوفاَ من أن يكتشف أمره ,شعر براحة غريبة لم يعهدها من قبل ؟؟؟؟
بداخل إحدى الغرف أخرجت زوجته هاتفها فى حذر ضغطت على الأرقام بينما عيناها تتطلع ناحية الحمام .أتاها الصوت على الهاتف متسائلاً ؟
-هل شعر بشئ
لتجيبه بتفاخر
- لا تقلق فلقد سار كل شئ على مايرام ولم يشعر بوجودك كما أنه ليست لديه شكوك .
- حمداَ لله أننا سمعنا صوت سيارته المميز وإلا كانت ستصبح مصيبة كبرى
- ماعاد لنا أن نتقابل هاهنا ثانية فلتدبر لنا مكاناً أكثر أماناً لنتقابل سوياً فى القريب العاجل ؟؟؟؟
أغلقت الهاتف فور أن شعرت به يشرع فى إنهاء إستحمامه لتستقبله فى بهاء ,إضجعا سوياَ فى شوق إلى ذكريات مضت وكأن شيئاً لم يكن ......
بقلم الروائي .. أ/ محمد مسعد
No comments:
Post a Comment