تحت ضوء القمر - أحمد سمير


 تحت ضوء القمر - أحمد سمير

استيقظت وقت الغروب وسط الصحراء الواسعه بلونها الاصفر ، لا اتذكر من انا او ماذا آتى بى الى هنا ، حاولت ان اجد شخصاً ما استعلم منه اين انا الان لكن يوجد غير رمال و كثبان رمليه ، بدأت اسير على غير هدى لربما اجد اى شخص او اى شئ يدلنى اين انا ، الشمس رحلت و لتعتم الدنيا حولى ليضيف هذا الرعب الى موقفى التائه الغير مدرك لهويته ، استمريت فى المسير و لكن دون جدوى ، صحراء واسعه و ظلام ينيره ضوء نصف قمر يجعلك ترى صوره مشوشه ، و الان بدأ ينضم لهم صوت عواء ذئب ، و هذا ما كنت انقصه ليضفى طابع اكثر تشائماً على حالتى الآن ، و انا اسير انظر بجور قدمى وجدت شئ يتحرك و على ضوء القمر الخافت اكتشفت انه ثعبان ، ثعبان بطول متر تقريباً مر بجانبى ، اهو اخطانى فى الظلام ام اننى مكتوباً لى النجاه ، حمدتُ الله على النجاه و استمريت فى السير بغير هدى ، و فجاه اسمع صوت شئ يعدو من خلفى ، احسست برعب فظيع ترى ما هذا الذى يعدو خلفى ، نظرت خلفى لارى ما يجمد الدم فى العروق ، رايت الرعب يقف على اربع اقدام ، ذئباً مكشراً عن انيابه يستعد لينقض على و ينهى حياتى حتى قبل ان اعرف من انا و ماذا أتى بى الى هنا ، تجمدت فى مكانى لا اعرف ماذا افعل و اقترب الذئب منى و دار حولى فى هدواء صياد محنك حاصر فريسته ، رفع انفه ليشمنى ثم رفع راسه و عوئ ، اعتقدت انه يادى زملاءه ليقيموا حفلت شواء تحت ضواء القمر الا انه انهى عوائه و رحل ، لم اكد اصدق ما حدث تواً مر جنبى ثعبان و لم يمسنى 
بسوء ثم وقف امامى ذئب و تركنى و رحل ، 





هل انا رجل ذو كرامات ام ان شيئاً غريباً يحدث حولى لا افهمه ، حمدتُ الله و اخذت اعدو فى عكس اتجاه الذئب ، و بعد فتره من الجرى بدأ التعب يقتلنى ، جلست مكانى حتى قطع الصمت صوت سياره مسرعه تبتعد ، تلفت حولى اكاد اُجن كمن وجد طوق النجاه وسط البحر ، بحثت لم ارى اى ضوء لسياره و غاب ايضا الصوت ، كدت افقد الامل حتى سمعت صوت سياره اخرى عدوت خلف الصوت و بالطبع لم الاحقه ، لكنى و جدت نفسى بجور الطريق السريع ، يبدو انى اقتربت من ان اجد بشر اخيراً ، مرت سياره فحاولت ان اشير لها و لكن لم تتوقف ، و حاولت مع خمس سيارات بعدها و لم تتوقف اى واحده فيهم بل انى لاحظت انهم يسرعوا اكثر حين يصبحوا بجانبى ، الا انى لم ايأس ، انا الآن بجانب الطريق سوف اسير مع الطريق و حتماً سوف اصل الى مكاناً ما ، استمريت فى السير حتى سمعت صوت فرامل ثم صوت اصطدام ، تبدو حادثه هرعت الى مكان الصوت لاجد من بعيد رجلين يخرجان من سياره مصطدمه باحد اعمدة الاناره على الطريق ، بدأت اقترب منهم ربما يحتاجان شئ و ربما ينقلونى الى اقرب مكان ، اقترب و القيت التحيه فردوها ثم نظر احدهم لى فصرخ و جذب رفيقه الذى ما ان رانى حتى هرع مبتعداً هو رفيقه الاخر ، فى بادئ الامر اعتقدت انهم يعرفونى و بعد ان نظرت الى جسدى وجدت ان جسدى هو المشكله ، ست رصاصات فى جسدى المغطى بالدماء ، بُهت من هول المشهد انا لم اسمع صوت رصاصه واحده حتى و جسدى مصاب بست رصاصات و لا اشعر بأى شئ على الاطلاق ، اخذت افكر فتذكرت كيف مر الثعبان من جانبى و الذئب الذى لم يقتلنى و كيف يقتلنى و انا ميت بالفعل ، انا 
شبح شخص مقتول .



احمد سمير - القاهره - 22 مايو 


2015




No comments:

Post a Comment